ألقت الولايات المتحدة الأميركية في رسالة دولية بالغة الأهمية «أم القنابل» في أفغانستان مستهدفة تنظيم داعش. ولكن بعيداً عن الرسائل السياسية – الدولية، ما هي «أم القنابل»؟ ولماذا يعتبر استخدامها لأول مرة بمثابة رسالة بالغة الأهمية؟
بداية، لا بد من العودة إلى الاسم الحقيقي لهذه القنبلة وهو «جي بي يو 43» أو باللغة الإنجليزية «Massive Ordnance Air Brust»، والذي يعني «الذخائر الانفجارية المكثفة بالهواء»، وهي مصممة لتدمير واسع النطاق، يعد الأقوى على صعيد الأسلحة غير النووية، ولذلك تعتبر أقوى قنبلة غير نووية.
صنعت القنبلة لأول مرة قبل نحو 15 عاماً، وطورها ألبرت وييمورتس، في مختبر أبحاث سلاح الجو في العام 2002، وخضعت في العام 2003 لتجارب عدة، قبل أن ينتج منها ما يقارب الـ15 قنبلة، لتنقل إلى العراق، بسبب احتمال استعمالها هناك، إبان حرب الخليج الثالثة، لكن الجيش الأميركي فضل وقتها عدم استخدامها، خصوصاً أن الحرب كانت شارفت على الانتهاء، منذ ذلك الوقت لم تستعمل إطلاقاً في أي حرب، أو نزاع مسلح شاركت فيه الولايات المتحدة.
تزن «أم القنابل» نحو 10 آلاف كيلوغرام، وتم تصميمها ليتم إسقاطها من طائرة «هركيوليز» من طراز «ماك»، كما يمكن إلقاؤها من مقاتلات أو قاذفات، فيما يبلغ وزن المتفجرات 11 طنا من الـ«تي إن تي»، وتستخدم مع الأهداف اللينة إلى المتوسطة، ويبلغ ثمنها نحو 16 مليون دولار.
وتنشر أم القنابل سحابة هائلة من الضباب المشبع بعنصر شديد الانفجار حول الهدف قبل أن تشتعل السحابة لينجم عنها انفجار ذو قوة تدميرية هائلة. وتستطيع أم القنابل اختراق عمق يصل إلى 200 قدم (60 مترا) قبل أن ينفجر رأسها الحربي.
وكانت مصادر عسكرية في وزارة الدفاع الأميركية كشفت في العام 2009 أن هناك نية لاستعمالها ضد إيران على خلفية التوتر بشأن برنامج طهران النووي، وذلك بالنظر إلى فاعلية القنبلة في تدمير الأسلحة الاستراتيجية المخبأة على عمق كبير.
وتم تصميم «أم القنابل» كي تحل محل القنبلة «بلو - 82» المعروفة باسم «ديزي كاتر»، والتي استخدمت لتطهير مناطق هبوط المروحيات الأميركية في حرب فيتنام، فضلا عن تطهير حقول الألغام، كما استخدمت كسلاح في إطار الحرب النفسية ضد القوات العراقية أثناء حرب الخليج في العام 1991. وفي أفغانستان في العام 2001 على أنفاق يعتقد أنها مخابئ لأعضاء تنظيم القاعدة.
«أم القنابل»... القنبلة المرعبة
«أم القنابل»... القنبلة المرعبة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة