«أم القنابل»... القنبلة المرعبة

«أم القنابل» في قاعدة فلوريدا (إ.ب.أ)
«أم القنابل» في قاعدة فلوريدا (إ.ب.أ)
TT

«أم القنابل»... القنبلة المرعبة

«أم القنابل» في قاعدة فلوريدا (إ.ب.أ)
«أم القنابل» في قاعدة فلوريدا (إ.ب.أ)

ألقت الولايات المتحدة الأميركية في رسالة دولية بالغة الأهمية «أم القنابل» في أفغانستان مستهدفة تنظيم داعش. ولكن بعيداً عن الرسائل السياسية – الدولية، ما هي «أم القنابل»؟ ولماذا يعتبر استخدامها لأول مرة بمثابة رسالة بالغة الأهمية؟
بداية، لا بد من العودة إلى الاسم الحقيقي لهذه القنبلة وهو «جي بي يو 43» أو باللغة الإنجليزية «Massive Ordnance Air Brust»، والذي يعني «الذخائر الانفجارية المكثفة بالهواء»، وهي مصممة لتدمير واسع النطاق، يعد الأقوى على صعيد الأسلحة غير النووية، ولذلك تعتبر أقوى قنبلة غير نووية.
صنعت القنبلة لأول مرة قبل نحو 15 عاماً، وطورها ألبرت وييمورتس، في مختبر أبحاث سلاح الجو في العام 2002، وخضعت في العام 2003 لتجارب عدة، قبل أن ينتج منها ما يقارب الـ15 قنبلة، لتنقل إلى العراق، بسبب احتمال استعمالها هناك، إبان حرب الخليج الثالثة، لكن الجيش الأميركي فضل وقتها عدم استخدامها، خصوصاً أن الحرب كانت شارفت على الانتهاء، منذ ذلك الوقت لم تستعمل إطلاقاً في أي حرب، أو نزاع مسلح شاركت فيه الولايات المتحدة.
تزن «أم القنابل» نحو 10 آلاف كيلوغرام، وتم تصميمها ليتم إسقاطها من طائرة «هركيوليز» من طراز «ماك»، كما يمكن إلقاؤها من مقاتلات أو قاذفات، فيما يبلغ وزن المتفجرات 11 طنا من الـ«تي إن تي»، وتستخدم مع الأهداف اللينة إلى المتوسطة، ويبلغ ثمنها نحو 16 مليون دولار.
وتنشر أم القنابل سحابة هائلة من الضباب المشبع بعنصر شديد الانفجار حول الهدف قبل أن تشتعل السحابة لينجم عنها انفجار ذو قوة تدميرية هائلة. وتستطيع أم القنابل اختراق عمق يصل إلى 200 قدم (60 مترا) قبل أن ينفجر رأسها الحربي.
وكانت مصادر عسكرية في وزارة الدفاع الأميركية كشفت في العام 2009 أن هناك نية لاستعمالها ضد إيران على خلفية التوتر بشأن برنامج طهران النووي، وذلك بالنظر إلى فاعلية القنبلة في تدمير الأسلحة الاستراتيجية المخبأة على عمق كبير.
وتم تصميم «أم القنابل» كي تحل محل القنبلة «بلو - 82» المعروفة باسم «ديزي كاتر»، والتي استخدمت لتطهير مناطق هبوط المروحيات الأميركية في حرب فيتنام، فضلا عن تطهير حقول الألغام، كما استخدمت كسلاح في إطار الحرب النفسية ضد القوات العراقية أثناء حرب الخليج في العام 1991. وفي أفغانستان في العام 2001 على أنفاق يعتقد أنها مخابئ لأعضاء تنظيم القاعدة.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.